أخر الاخبار

رواية افترقنا ولكن للكاتبة بشري الفصل الرابع


أفترقنا ولكن

الكاتبة بشري 
الفصل الرابع


يجوب الممر ذهابا وإيابا بخوف ورعب وقف أمامه شقيقه سامر يقطع طريقه عله يهدأ ويقف ثم رتب على كتفه وهو لأول مرة يراه بهذه الحالة فقال في محاولة لطمئنته : 

_ ستكون بخير أدعو لها 

أومأ ثم ابتعد عنه يكمل تمشيط الممر بخطواته .. وبعد عدة دقائق خرج الطبيب من غرفة الأشعة فأوقفه سائلا بلهفة : 

_طمئني هل هي بخير 

_يمكنني قول ذلك هي بخير كسر بيدها اليمنى وبعض الخدوش فلنحمد الله 

_الحمد لله الحمد لله شكرا لك هل ستبقى أم تذهب 

_ سنجبّر يدها ويمكنها أن تذهب سأصف لك أدوية عليها تناولها بشكل منتظم ويجب أن ترتاح جيدا وتلازم الفراش لعدة أيام 

_شكرا لك ايها الطبيب 

_العفو 

ثم ابتعد الطبيب وزفر هو بإرتياح اقترب منه والدا رنا بخوف وقلق يتسائلان عن وضعها فقص عليهم ما أخبره به الطبيب .. وبعد عدة دقائق خرجت رنا من غرفة الإسعافات وبعد وقت خرجت على كرسي ذو عجلات تدفعه إحدى الممرضات وبيدها الوصفة الطبية في تلك اللحظة عاد تيم بعد أن دفع تكاليف المستشفى .. انحنى وحملها بلطف بالغ وحرص شديد واتجه بخطوات بطيئة خارجا من المشفى ثم إلى سيارته التي أتى بها سامر بعد أن اتصل به وأعلمه أنه في الطريق إلى المشفى مع رنا وان سيارة صدمتها ليركض سامر خارجا من البيت ويستقل سيارة تيم ثم يتصل بعائلة رنا ويلحقون بهم إلى المشفى .. أنزلها بالمقعد الأمامي بهدوء ثم استدار قاصدا مقعد السائق وقبل ان يجلس دعى والديها فركبت خديجة بالخلف واكتفى والد رنا بالإقتراب منها وتقبيل جبينها ووعدها بأن يزورها قريبا مع إخوتها في حين استأذنت خديجة منه للمكوث مع رنا لعدة أيام .. قاد السيارة نحو البيت وفي الطريق أوقفها أمام صيدلية وابتاع منها العلاج ثم ركب السيارة قاصدا شقته هو وليس بيت والدته

.
.
.

وأخيرا ذهبت والدتها لترتاح بعد أن تأكدت أنها نامت وتركتهم بمفردهم ابتسم بسخرية وكأنها ستتركه يقترب منها إن كانت مستيقظة كأنه هو يستطيع مواجهتها .. ودعها عند الباب لا ينكر أنها سيدة طيبة وأم حنون .. أسند جبينه على الباب يفكر هما الآن بغرفة واحدة ياليتهم يبدؤون حياة سعيدة من جديد ينهلون من بعض يعوضون بعضهم عن كل الآلام والجروح .. ااااه خرجت من صدره بندم ليته يستطيع فعل شيء غير التمني ليته يستطيع إعادة الزمن ليته يستطيع مسح الشهر الماضي من ذاكرتها ومن ذاكرته .. اقترب من السرير وجلس بجانبها اقترب منها كانت تنام بعمق رفع يده ولمس جبينها سرت قشعريرة لذيذة بأوصاله .. تأكد من حرارتها نزل بأصابعه ببطء يستمتع ببشرتها الناعمة لمس عينيها برقة ثم مشى بسباببته على خدها وثبته على غمازته لثواني ثم ذهب بها لأنفها الصغير وضربه بخفة مبتسما أنزل سبابته لشفتيها المنفرجة قليلا بسبب إستغراقها في النوم لمسهن بشوق ورغبة وفي أعماقه يتمنى لو كانت شفتاه هي من تلامس شفتاها .. ابتلع ريقه بتأثر وهو يشعر بحركة شفتيها تحت أصابعه رفع نظره إلى عينيها فوجدهن مغمضات أخفض نظره ملتهما به جسدها المثير بدء من صدرها المنتفخ لبطنها المسطحة ثم ل أغمض عينيه بقوة مبعدا تلك الأفكار عنه ومحاولا إستعادة هدوءه الذي يكاد يفقد من فرط رغبته بها فتح عيناه ثم نظر لوجهها يملأ عينيه من ملامحها ويحفظ أكبر قدر من تفاصيلها فهو لن يستطيع النظر إليها مستيقظة .. ابتعد قليلا ووضع رأسه على بطنها وحاصرها بذراعه ضمها له وكم أشعره حضنها بالدفء والحنان رغم أنها نائمة ولا تشعر به ولم تبدي أي تفاعل معه إلا أنه أكتشف أن حضنها وطن له تنهد براحة كبيرة وضمها أكثر وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا يدفنه بها أكثر وأكثر وقلبه يخفق أكثر وأكثر ويسأل نفسه كم كان غبيا حين حرم نفسه من دفئها كم كان أحمقا أي رجل هو أين كان عقله أين كان قلبه أين كانت روحه كيف ضيعها منه .. رفع رأسه ينظر لوجهها مجددا ووضع يده على خدها الأيمن وتحدث بصوت منخفض يكسوه الألم والوجع : 

_سامحيني أرجوك سامحيني على كل ما فعلت لقد كنت نذلا وحقيرا معك وآذيتك كثيرا أنا آسف آسف جدا حبيبتي صدقيني أنا نادم على كل شيء كل لحظة تعذبت بها وتألمت ولم أدافع عنك أعلم أني لا أستحق مسامحتك أعلم لقد تألمت كثير بسببي .. لم أستطع أن أكون رجلا معك ولك أنا آسف أنا لا أستحقك لكنني أعشقك صدقا لقد عشقتك وسأفعل أي شيء لتسامحيني أرجوك امنحيني فرصة وأعدك أن أسعدك وأجعلك تغرمين بي .. 

أرجوك سامحيني 

تمتم بها بخفوت ووضع رأسه مجددا على بطنها وضمها له ثم أغلق عيناه مستمتعا بدفئها دفن أنفه بها يستنشق رائحتها ثم نام بهدوء ضامما إياها _ وكأنها ستهرب _ أكثر .. قبل الفجر بساعة استيقظ ورفع رأسه بهدوء وضع يده على جبينها يطمئن على حرارتها ثم ابتعد بهدوء لا يريدها أن تراه هكذا يخاف ان تغضب أو تتوتر فتسوء حالتها والأصعب أنه يخجل من مواجهتها كيف سيواجهها وقد سبب لها كل هذا الألم وظلمها وحول أحلامها لكوابيس مخفية .. ابتعد ببطء وجلس على الأريكة الكبيرة يملأ عيناه منها وينتظر أذان الفجر .. شعرت ببرد مفاجىء كأن أحدا ما سحب عنها الغطاء .. انكمشت على نفسها في إشارة واضحة لشعورها بالبرد .. لاحظت عيناه المراقبة حركتها فوقف واقترب منها بلهفة ثم غطاها جيدا وأخذ غطاء كان بالخزانة وفرده عليها علها تشعر بالدفء وهو يتسائل : هل شعرت بالبرد بسبب إبتعادي عنها ؟ هل كنت أدفئها ؟ هل كانت تشعر بي ؟ 

اطمئن عليها ثم ذهب للحمام توضأ وأدى فرضه ثم غادر بهدوء متجها للأسفل وللمطبخ يعد لها فطورا قبل أن تتناول علاجها بعد ساعتين .. دخل المطبخ .. أخرج بعض المواد الغذائية من الثلاجة وشرع بإعداد الأكل ..

وقفت عند الباب للحظات تنظر لما يقوم به بحب أموي .. ثم اقتربت منه فرفع نظره لها مبتسما ثم أخفضه بسرعة لما بين يديه وإدعى الإنشغال به فهو لا يعلم ماذا ستفعل إذا علمت حقيقة زواجه بإبنتها كيف ستسامحه بالتأكيد لن يسامحنه لا هي ولا ابنتها .. سمع صوتها تناديه بحب : 

_تيم بني لما أتعبت نفسك 

_لا خالتي هذا ليس متعبا يجب أن أحضر لرنا فطورا تتناوله مع دوائها 

_ أدامك الله لها بني 

_تهللت أساريره وهو يردد بكل صدق : 
آمييييين 

ضحكت وردت هي أيضا قبل أن تسأل : آمييين .. هل استيقظت 

_لقد كانت نائمة عند نزولي .. الآن لا أعلم هلا اطمأننتي عليها رجاء ريثما أصنع عصيرا لها 

ابتسمت : بالتأكيد بني فهي ابنتي أم أن خوفك عليها أنساك ذلك 

ابتسم ولم يرد وضحكت هي ثم خرجت من المطبخ قاصدة غرفة إبنتها وتركته يحدث قلبه : اااه يا قلبي لو تعلم أنك أصبحت تخاف عليها مثلها وأكثر

.
.
.

دخلت الغرفة وجدتها تنظر للسقف اقتربت منها بلهفة تقبل جبينها ويدها اليسرى السليمة ثم قالت : 

_ حبيبتي كيف حالك هل تشعرين بتألم ماذا يؤلمك يا روحي هل أنت بخير 

ابتسمت وقربت يد أمها منها تقبلها قائلة : أنا بخير لقد شفيت اطمئني حبيبتي 

ابتسمت بفرح وقبلت جبينها وخدها الأيمن : طمأنك الله بنيتي بارك لي بك 

ابتسمت وحاولت النهوض إلا أنها كانت لاتزال متؤلمة منعتها خديجة بسرعة قائلة : 

_ مهلا مهلا رنا أين ستذهبين 

أعادت رأسها للوسادة بتعب : سأذهب إلى الحمام أمي هل يمكنك مساعدتي 

اتجهت للباب بخطوات سريعة : حبيبتي زوجك موجود سأناديه تيم بني تي...

وقبل أن تنهي اسمه للمرة الثانية كان يقف في منتصف الغرفة ينظر لها بتسائل وقلقل : نعم ماذا هل تحتاجن لشيء 

_ بني رنا تحتاج للحمام هلا سا.... 

اقترب منها بلهفة وسرعة وحملها بهدوء بين ذراعيه كأنها طفلة صغيرة حديثة الولادة يخشى عليها من قوته وقلة خبرته أن يأذيها أو يكسرها رفعها عن السرير ببطء قبل أن تكمل خديجة جملتها الأمر الذي أخرسها وبقيت تنظر لهم بحب تلاحظ خوفه وقلقه عليها وخجل ابنتها وحيائها منه وتتمنى أن يبقيا هكذا دائما وأن يمن الله عليهم بالعافية ويفرحها بأولادهم ..

دخل بها الحمام ووقف لثواني مسمتعا بحضنها وملامسة جسدها لجسده وإلتفاف يدها حول عنقه وهو يشتم رائحة شعرها ويتنفسها ببطء كي لا تشعر به أشارت له بأصابعها على طرف حوض الماء فتجاهل إشارتها يريدها بين يديه لوقت أطول ثم مالبثت أن أشارت له ثانية فاضطر وأنزلها ببطء أجلسها على طرف الحوض وابتعد بخطوات هادئة وخرج تاركا إياها بمفردها تفكر بمستقبل زواجهم إلى متى سيبقون هكذا ماذا ستفعل إذا غادرت أمها وتركتهم بمفردهم هل سيعيدها لبيت أهله ويتركها لأمه مجددا ولما أحضرها لهذا المنزل هل فعل ذلك بطلب من أمه هل هذه خطة جديدة للإنتقام منها ومن أمها .. ظلت الأفكار تتصارع في عقلها حتى سمعت صوت والدتها التي قالت : 

_رنا .. ابنتي هل تحتاجين مساعدتي 

_لا أمي أنا بخير 

.
.
.

هناك في المطبخ كان يلهث بقوة ويحاول إستعادة رباطة جأشه كيف لدقيقة بجانبها أن تفعل به كل هذا كاد يشبعها تقبيلا وكم تمنى ذلك لولا أنه تماسك وسيطر على نفسه لفعل ما هو أكبر .. تنفس بعمق واستنشق الهواء ثم زفره ببطء للحظات ثم التفت لعمله وصب كامل اهتمامه به وبعد دقائق كان يحمل صينية كبيرة مليئة بأصناف متعددة من الوجبات السريعة والخضار والفواكه والعصير واتجه بها لغرفة رنا أدخلها وجد رنا تخرج من الحمام بعد أن أخذت حماما وارتدت الروب الخاص بالحمام فقط وتركت شعرها المبلول منسدلا على ظهرها .. اقترب من أقرب طاولة ووضعها بسرعة وقلبه يركض نحوها بلهفة يمني نفسه بقربها مجددا وروحه تسبقه وتعانقها .. قطع تلك الأمتار القليلة التي تفصله عنها بخطوات واسعة سريعة أشبه بالركض وعلى حين غفلة منها ومن أمها حملها وضمها له يكاد يغرسها بصدره واااه كم تمنى ذلك ورغب به بشدة .. ابتسمت خديجة بحرج وهي تشعر أن وجودها ليس ضروريا بل ليس مرغوبا فزوج ابنتها يتولى مسؤوليتها ويعتني بها .. أغمضت رنا عينيها وتوردت وجنتيها خجلا من أمها وهي تتسائل ماذا ستظن بي الآن ؟ يالك من أحمق ألا تخجل ؟ 

اقتربت خديجة من السرير ورفعت الغطاء كي يضعها وكم أغضبه ذلك فهو سعيد الآن ومكتف بقربها منه ضمها له بقوة وهو يخطو ببطء لسريرها ويسأل الله أن يبعده أكثر وأكثر وأن لا يصل إليه إلا بعد أن يشبع من دفئها ويستمتع بقربها أكثر .. خطى خطوة أخرى ورنا تبتلع ريقها بصعوبة وتتمنى أن تنتهي هذه الوضعية في أقل جزء من أجزاء الثانية وتتسائل هل نقلوا السرير لغرفة أخرى كيف أصبح بعيدا لهذا الحد .. 

أما خديجة فكانت تحاول إخفاء ضحكتها والتغلب عليها بإصطناع الجدية .. ضمها له بقوة أكبر حتى تأوهت بصوت منخفض ردت عليه كل نبضة من قلبه بتأوه أكبر أبعدها برفق وقد علم أنه تجاوز الحد وآلمها بسبب تهوره .. اقترب من السرير ووضعها عليه برفق وابتعد بهدوء ممررا خده على خدها في حركة سريعة وترتها أمام أعين والدتها المراقبة لأقل لمسة منه لابنتها .. نظر لها فرحا بتوترها وخجلها الذي يجعلها تبدو أجمل وألطف أبعد نظره عنها بصعوبة ثم نظر لأمها قائلا : 

_خالتي هل يمكنك الإعتناء بها ريثما أعود سأذهب لأمر هام جدا 

ابتسمت بحب : بني لقد اعتنيت بها منذ كانت جنينا حتى سلمتها لك عروسا ألن أستطيع الإعتناء بها الآن وقد أصبحت إمرأة ناضجة 

حمحم بحرج ربما تجاوز الحد لكن كيف له أن لا يوصيها عليها وقد بات يخاف عليها حد الهوس نظر للأكياس الموضوعة بجانب السرير ثم أخرج علب الدواء ورفعهم امام عينيها قائلا : 

_خالتي انظري عليها تناول كبسولتين من هذا المضاد ثم بعدها بربع ساعة تأخذ حبة من هذه العبوة ثم هذا إنه مسكن .. احم .. خالتي يجب أن تأكل كثيرا من أجل الأدوية وكي تستعيد صحتها .. خالتي اتصلي بي فورا إذا احتجت أي شيء سأكون معكم بقضون دقائق فقط 

ضحكت خديجة بمرح قائلة : بني ما رأيك أن أذهب بدلا عنك وأتركك أنت تعتني بها 

ابتسم ولم يعلق وهي أكملت قائلة : 

_اذهب بني واطمئن زوجتك بخير 

ابتسم لها وأعاد نظره لها يودعها بنظرات عاشقة متيمة في حين تنظر له بإستغراب وذهول رغم أنها تحاول ألا تظهر شيء أمام أمها إلا أن الدهشة أخذت نصيبا من إحساسها وهي تقول في أعماقها ياله من ممثل .. التفت وأخذ سترته ثم الهاتف النقال ومفاتيح السيارة وغادر الغرفة ثم البيت 
.
.
.

قربت خديجة منها الطعام وجلست قبالتها على السرير وهي تمسك بقطعة خبز وتقمسها بالجبن وتمد يدها لها بها قائلة : 

_يجب أن تأكلي وإلا سيضربني زوجك 

ضحكت رنا وفتحت فمها لها تطعمها وتقبل إصبعها بإمتنان .. ابتسمت لها خديجة وأكملت قائلة بمرح : 

_أظن أن تيم سيطردني قريبا لتبقوا بمفردكم لقد رأيت كم يعشقك ولا يحتمل بعدك عنه ليس ذلك فقط بل يقتنص الفرص ليقترب منك 

كانت رنا تستمع لكلامها بوجه خال من التعبير تشعر بألم كبير ينهش أعماقها أمها مخدوعة كما كانت هي تماما لأي حد هم ممثلون ومحتالون لدرجة أن يصدقهم الجميع ماذا ستفعل كيف ستصمد حتى يطلقها ثم تعود لعائلتها كيف ستواجهم ستكون صدمتهم كبيرة لاشك فليساعدها الله ويمنحها الصبر .. أخرجها صوت والدتها من تلك الأفكار 

_بنيتي هل انت غاضبة منه هل هناك مشكلة 

هزت رأسها بلاء .. وفتحت فمها تتناول ما تحمله يد أمها والأخيرة أكملت قائلة : 

_ إذا لما أنت باردة معه هكذا لما لا تتحدثين وكأنه شخص غريب عليك

اااه يا أمي لو تعلمين كم هو غريب وبعيد .. صوت قوي تحدث بداخلها تتمنى لو تبوح لو تشكي لكن لا تستطيع لن تحمل أمها ما لا طاقة لها به ستصبر حتى تنتهي هذه الشهور وتتحرر من براثينهم 

ملست بيدها على جبينها برفق تستعير إنتباهها لها حتى نظرت إليها فقالت : 

_ابنتي مهما كان ما تفكرين به وما تشعرين به فسأقول لك ثانيا وعاشرا الصبر بنيتي الصبر مفتاح الفرج الزوجة الصبورة هي التي تفوز دائما شيء آخر أنا لا يحق لي التدخل في مشاكلكم وحتى لا يحق لي معرفتها ما بينكم فهو خاص بكما فقط لكن بنيتي تيم يعشقك صدقيني أنا .. نظراته انفاسه إهتمامه تكشفه كل لحظة قريبا منك أو بعيدا .. أرجوك حاولي أن تحبيه وتنجحي هذا الزواج .. والآن لا تفكري بشيء إلا صحتك اتفقنا 

هزت لها رأسها ودمعة فرت من عينيها وقلبها يحدثها : يا الله كم هي طيبة .. لا لا يجب أن تكوني طيبة هكذا امي صدقيني هم لا يستحقون إنهم يخدعونك .. تناولت إفطارها وأخذت دوائها ثم تممدت بهدوء قائلة : 

_أمي سأنام قليلا 

قبلت جبينها وغطتها جيدا ثم همت بالخروج قائلة : 

_سأذهب لأعد الغداء ناديني إذا احتاجت شيء 

ثم غادرت وتركت تلك التي سمحت لدموعها بالسيلان كأنها شلال بمجرد خروجها وبقائها وحدها دموع من الأمس وهي تكبتها ولا تريدها أن تخرج لا أمامها ولا أمام ذلك الممثل المستغل يستغل مرضها ليظهر بصورة الزوج المحب المهتم لابد أن هذه خطة من خطط أمه حتى يظهرها هي المذنبة عند الطلاق وتكسب ولاء أمها لإبنها .. كيف ألقت بنفسها في هذا المستنقع وكيف ستخرج منه بدون أن تتأذى عائلتها .. ماذا بعد ماذا ينتظرها ثم غرقت في نوم عميق بفعل تأثير الأدوية 

.
.
.

هناك أوقف سيارته أمام منزل والدته .. وترجل منها ذاهبا للباب ينوي مصارحة أمه بعشقه لزوجته .. عشق حلال عشق بات يؤرقه ويستحوذ على كل مشاعره وأفكاره عشق عزم على أن يحارب من أجله ويدافع عنه حتى لو كان من طرف واحد .. ومن الصعب أو المستحيل أن تبادله رنا ذلك العشق أو حتى تسامحه وتنسى ما فعله بها .. لكن لا بأس لن يكون رجلا إن لم يحاول إنقاذ زواجه الذي دمره بسبب غبائه .. استخدم مفتاحه الخاص وفتح الباب ثم دخل وأغلقه .. كان البيت هادئا رغبة بداخله اشتعلت وهو يتمنى لو أنها تخرج من المطبخ او يرها تنزل من الدرج .. البيت كئيب من غيرها ولاول مرة يشعر بأنه لا ينتمي لهذا البيت وأن له وطنا آخر وطنا تنام به حبيبته الآن وبجانبها أمها .. صعد الدرج وهو يفكر هل أعجبها الفطور هل تناولت دوائها هل تنام الآن ترى ماذا تقول لأمها عن ماذا تحدثها .. هل تحتاج الحمام هل ستستطيع الوقوف والمشي لوحدها ماذا لو لم تستطع يجب أن أعود إليها سريعا .. وقف أمام الغرفة وطرقها لثواني وسمع صوت أمه تأذن له بالدخول ضغط على المقبض ثم دفع الباب بهدوء وببطء وجدها تعدل حجابها واقفة أمام المرآة التفتت له ما إن رأته فيها مبتسمة وقالت : 

_تيم كيف حالك كنت أستعد لأذهب لبيتك 

أخرج تنهيدة طويلة ثم أغلق الباب واقترب من أحد المقاعد وجلس قائلا : لست بخير أمي تعالي واجلسي أرجوك 

ثم أشار لها على المقعد المجاور له فاقتربت بسرعة تجلس عليه قائلة : 

_ بعيد الشر عنك تيم أخبرني ماذا فعلت تلك اللعينة وأمها هل أغ....

_أمي أرجوك أرجوك كفى حقدا كفى كرها لقد تعبت تعبت وضاعت حياتي لقد فقدتها أمي .. فقدتها رنا حبيبتي عشقي الوحيد لقد ضاعت مني ضيعتيها بكرهك وحقدك على أمها وأنا كنت غبيا أحمقا بل كنت حقيرا كلبا حتى الكلاب أفضل مني وتدافع عن إناثها أما أنا ماذا فعلت تركتها تحت رحمتك تعذبينها وتهنيها بلا وجه حق .. نعم أمي لا تتفاجئي لقد عشقتها عشقت طهرها برائتها صبرها تضحيتها لقد كنت نذلا أمي نذلا وسافلا لم أكن رجلا هي أرجل مني 

وانهار يبكي وأمه تنظر له بتفاجأ والصدمة أخرستها فلا هي ترد غاضبة ولا هي تسكت راضية لأول مرة تراه هكذا لقد قاطعها بقوة وتكلم بغضب وحزن لاول مرة تراه مكسورا هكذا جريح القلب لقد كان هادئا حليما منذ صغره ولم يسبق لها أن تراه ثائرا عليها هكذا من قبل .. انتبهت بتشتت لكلامه وهو يكمل قائلا : 

_ أمي أرجوك دعينا نحاول إنقاذ زواجنا أرجوك لا تتدخلي وأرجوك سامحيني لاتغضبي مني أرجوك أنا آسف على رفعي لصوتي وتحدثي هكذا لكن أرجوك راعي مشاعري ولا تأذيني بها أرجوك دعينا نعيش بسلام أرجوك .. سأذهب 

وقف وجفف دمعه ثم اقترب منها وانحنى يقبل يدها ثم جبينها وغادر تاركا إياها تجلس بصمت تحاول إستعاب ما قال ولممة نفسها ثم تجميع أفكارها .. دخل لغرفته وأخذ حقيبة ملابس رنا ثم خرج .. نزل من الدرج بالسرعة وكاد يخرج لولا أن صوت أخيه سامر أوقفه 

_ أخي تيم أخي 

وقف والتفت له .. اقترب سامر منه وعانقه هذا الفتى الصغير يفهم أكثر منه هذا ما تأكد منه في الفترة الأخيرة .. تعانقنا لثواني يدعمان بعضهما ثم ابتعد سامر ووضع كفه على كتف تيم يربت عليه بتعاطف ثم قال : 

_أخي كيف حالها الآن 

زفر أنفاسه بقوة مجيبا : أصبحت أفضل لكنها لاتزال ضعيفة 

_ شفاها الله .. أخي هل يمكنني أن أزورها 

أجاب بسرعة مستغربا السؤال : بالطبع أخي وهل هذا سؤال إنه بيتك مثل ما هو لي 

ابتسم ثم قال قاصدا إظهار غيرته وتملكه لها الذي لاحظه في الفترة الأخيرة : أعلم أخي أنا أسألك إن كان بإستطاعتي زيارة زوجتك 

نظر له بضيق ثم أجاب : حسنا لدقيقة واحدة وعندما أكون موجودا .. لا أسمح لك بزيارتها في غيابي فصداقتها بك تزعجني 

ضحك سامر ملأ فيه ثم قال : متى ستقول لها 

تنهد بألم : هل تظن أنها ستغفرلي 

نظر له بأسى لقد آذاها كثيرا معها كامل الحق في أن لا تسامحه لكنه أخاه ويكفيه ما يعانيه من تأنيب قلبه وضميره : 

_ بالتأكيد ستاسمحك امنحها بعض الوقت وستنسى وتغفر 

_ آمل ذلك سأذهب الآن إلى اللقاء 

_ إلى اللقاء 

عانقه مجددا ثم غادر .. استقل سيارته وساق بسرعة كبيرة وهي يمني نفسه بلحظة قرب منها ربما يحملها للحمام أو للصالون أو حتى لحديقة المنزل ربما يطعمها بيده ربما يسرح لها شعرها ربما يعانقها يسرق قبلات منها .. بات كالمراهق يفرح ويتحمس لأي شيء يقرب منه حبيبته ويستمتع بدفئها .. صف السيارة أمام المنزل وركض للداخل وقلبه يسبقه للإطمئنان على معشوقته المريضة .. دخل بسرعة فوجد خديجة تخرج من المطبخ اقترب منها يصطنع الوقار وكل خلية منه تصرخ طلبا لرؤية محبوبته .. ابتسمت هي له فقال : 

_ مرحبا خالتي هل كل شيء بخير ورنا 

قاطعته مبتسمة : كل شيء بخير رنا تناولت فطورها وأخذت علاجها والآن هي نائمة 

ابتسامة اطمئنان وامتنان ظهرت على محياه لم يستطع كبتها وفرحة غزت عيناه ورد قائلا : 

_ طمأنك الله خالتي 

وأكمل قائلا بمغزى : سأدخل لأغير ثيابي .. هل تحتاجين شيء 

ابتسمت وقد فهمت أنه يريد الإختلاء بزوجته فردت تريحه من الحرج : 

_ لا بني خذ راحتك ونام قليلا فيبدوا أنك متعب 

ابتسم لها وهز رأسه ثم تخطاها ليدخل غرفة زوجته وقلبه يقرع كالطبل في ليلة زفاف .. فتح الباب ببطء وادخل رأسه ينظر ماذا تفعل .. وجدها نائمة .. أدخل جسده ثم أغلق الباب بهدوء ووضع الحقيبة .. اقترب متسللا للسرير .. خلع حذائيه في صمت وخلع قميصه ثم اقترب من الخزانة واخذ قميصا بيتيا واسعا وكذلك السربال .. اقترب من السرير وجلس بجانبها بهدوء رفع يده ووضعها على جبينها يتأكد من حرارتها .. تمتم بهمس يحمد الله .. ثم رفع رجليه عن الأرض وتسطح بجانبها مقتربا بجسده منها نام على جنبه الأيسر وورفع ذراعه ثم وضعه على خصرها وهو ينظر لوجهها لم ترمش ولم تتحرك يبدو أن الدواء يجلعها تنام بعمق ولا تشعر بما حولها .. اقترب أكثر حتى بات يتنفس أنفاسها وشدد يده على خصرها وقرب أنفه دافنا إياه بخدها يستنشق رائحتها التي عشق وأدمن أنزله يحفر بخدها حتى عنقها ودفن وجهه به قبلة صغيرة خرجت من بين شفتيه على عنقها بدون إرادة منه .. يبدو أنه يفقد السيطرة على جسده بقربها .. لثواني قليلة بقي جامدا ينتظر رد فعلها فربما يكون أيقظها .. لكنه مالبث أن عاد لتقبيلها وقد تأكد أنها لازالت نائمة .. قبلات محمومة ساخنة وزعها على طول رقبتها من فكها السفلي حتى مقدمة صدرها وبين القبلة والقبلة يلعقها ويقضمها بخفة كالجائع من قرون .. تسللت يده ليسراها السليمة وشبك أصبعه بأصابعها وشد عليها بقوة جعلتها تحرك رأسها قليلا في محاولة من جسدها لمعرفة ماذا يحدث .. حركتها تلك أيقظته فابتعد عنها مرعوبا يلهث كالسارق الذي اكتشف مخبئه .. نظر لعينيها فوجدها لازالت نائمة .. اقترب منها مجددا ووضع رأسه على نصف وسادتها الخالي ثم ضمها وأغمض عينيه يتمنى لو يبقى هكذا لأطول وقت ممكن .. ضمها أكثر بذراعه لصدره ثم كبل رجليها برجله واستسلم للنوم .. 

ساعات مرت لا تعلم كم وهي نائمة شعرت بالصداع يجتاحها مجددا .. فتحت عينها بتعب شعرت بأنفاس شخص قريب منها .. مالت برأسها تنظر بجانبها وصدمت به تيم نائم بعمق .. ظلت للحظات غير مستوعبة أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهم ولم يتغير شيء .. هي لا تحلم أو تتخيل إنه فعلا بجانبها بل ملتصق بها تشعر بأنفاسه على خدها وأذنها .. أبعدت رأسها قليلا وهي تنوي الإبتعاد عنه حاولت سحب جسدها قليلا بتركيز وزنها على السرير والحركة في آن واحد الا أنها فوجئت به يحاصرها بذراعه وقدمه اتسعت عينيها وشهقت بقوة وهي تقول : هل جن ؟ .. ماذا سأفعل الآن 
وقبل ان تهم بفعل شيء كان قد شعر بابتعادها فاقترب منها شادا بيده وقدمه عليها بقوة ثم قرب وجهه من وجهها وتنفس بعمق يخلط الهواء برائحتها .. أغمضت عينيها بألم ويأس فهي لن تستطيع إبعاده لا يحق لها منعه من أخذ حقه فيها ولن تستطيع العيش معه هكذا .. رباااه ماذا أفعل توسلت بألم ترجو الله أن يخرجها من هذا العذاب .. انسابت دموعها بصمت بقهر بعجز .. شعرت به يقبض بيده على خصرها بقوة فتأوهت بخفوت وصل لمسامعه نظرت له وجدته مغمض العينين مبتسما استغربت وسرعان ما فتح عينيه واقترب مطبقا شفتيه على شفتيها يقبلها بشوق بلهفة بقوة بعشق يغوص في أعماق فمها وينهل منه يداعب لسانها ويشد شفتيها بأسنانه ثم يعود ليغوص بين شفتيها في حركات سريعة متناغمة وهي شاخصة العنين متجمدة لا تستوعب ما يحدث .. والآخر بعالم آخر حبيبته اقتربت منه وقبلت جبينه ثم همت بالإبتعاد هاربة وهي تبتسم بمكر .. لكن لا وألف لا .. لن يسمح لها بالإبتعاد بل سيعاقبها لأنها فكرت به ويلتهم شفتيها كما يريد .. شعر بها تدفعه عنها بقوة ابتعد قليلا لاهثا ربما يكون أذاها لكنها تستحق كيف لها ان تفكر في أن تبتعد عنه رفع راسه وما إن التقتت عيناه بعيناها الباكية حتى انتفض واقفا كأنه تكهرب ووقف بجانب السرير ينظر لها بصدمة كيف .. هل يعقل أنه كان يحلم كلما رآه كان حلما .. كانت تبتسم ووو قبلته .. كيف .. لقد قبلها ويبدو أنه كان عنيفا وهو لا ينكر لقد كان يعاقبها .. وضع يده على رأسه بحسرة وقلبه يؤنبه : رباااه ماذا فعلت ستخاف مني ستكرهني اكثر .. لكنني لم أقصد صدقا لم أقصد أنا أعشقها 

اقترب وجلس مجددا على السرير وهو ينظر أرضا .. حمحم ونظر لها وجدها لازالت تبكي في صمت آلمه بكائها وكسر قلبه أتبكي لأنه قبلها أتشمئز منه .. أخذ زفيرا مطولا ثم قال : 

_أنا آسف لم أقصد جعلك تخافين لقد كنت أحلم .. لا أعلم كيف ظننتك كما كنت في الحلم 

ظلت تبكي ولم ترد تجلده بدموعها وتلكمه بشهقاتها حتى لم يستطع الصبر وانحى على يدها مقبلا وقال بصدق : 

_ أنا آسف آسف حبيبتي أرجوك سامحيني أرجوك اغفري لي 

سحبت يدها منه بعنف ونظرت له بغضب قائلة : 

_ آسف حقا على ماذا أنت آسف ها .. لاداعي لذلك الحديث لدي طلب واحد فقط .. أرجوك لا تقترب مني أعلم أنه حقك وأنني لا أملك الحق في الرفض أو الإمتناع لكني ارجوك احترم اتفاقك مع والدتك وطلقني بعد ٤ اشهر 

طعنة سامة غرزت بقلبه بلا رحمة نظر لها بندم وبقهر هو الآخر .. ليته يستطيع تغيير الماضي ليت الإنتحار حلالا لكان قتل نفسه بلا تردد الآن .. فلاشيء أصعب عليه من نظرة الوجع بعينيها .. لا شيء أألم من العشق من طرف واحد .. ابتلع غصة مؤلمة ونظر لها مترجيا والدموع تلمع بعينيه حسرة وقال : 

_أرجوك رنا أنا آسف لقد تغيرت صدقيني أنا نادم أنا أح

_أرجوك أنت سيد تيم أرجوك دعنا نكمل هذه الأشهر بسلام وكف عن التمثيل 

صرخ بها : لا لاااااا رنا أنا لن أطلقك لن أطلقك انا أعشقك أعشقك رنا ولن أتركك شئت أم أبيت ولست سيد أنا زوجك .. زوجك 

ثم انصرف بغضب وتركها للحظات جامدة ثم انهارت باكية لحظات وشعرت بيد حنونة تربت على كتفها التفت فوجدتها والدتها اقتربت منها تضع رأسها بحضنها وتبكي بصوت عالي .. أخذت خديجة تحتضنها وتقبل جبينها حتى هدأت فسألتها قائلة : 

_بنيتي استغفري ربك .. لابد أن الشيطان دخل بينكما لقد رأيت تيم يخرج وهو غاضب بشدة 

أغلقت عينيها بتعب توهمها بأنها ستنام لتتركها ترتاح ولا تسألها فتضطر لخلق حجج كي تجيبها .. خللت خديجة يدها بشعرها وهي تتفهم تكتمها على مابينها وبين زوجها وتحترم ذلك فيها ثم قالت مبتسمة : 

_لا صغيرتي لن أدعك تنامين الآن هيا اجلسي وساحضر لنا مشروبا وأخبرك بآخر نزاعات ريماس وأدهم 

ابتسمت بحب وهي تتذكر مشاغبي العائلة أصغر فردين وأكثرهما مشاكل ومشاجرات .. قبلت خديجة جبينها ونظرت لها بغموض مبتسمة ثم ابتعدت وفتحت ستائر الغرفة فدخل ضوء الشمس .. ثم اتجهت لطاولة الزينة واخذت مرآة ومشطا وعلبة بها عدد من ملوني الشفاه ثم وضعت بين يديها ثم اتجهت للباب قائلة قبل ان تخرج : 

_سأساعدك لتسرحي شعرك فانت لا تزالين عروس

ابتسمت رنا بتهكم وهي تقول بهمس " أي عروس " ثم رفعت المرآة لترى وجهها عيناها المتعبة خديها ثم شفتيها مهلا ما بها شفاهها .. منتفخة وجريحة .. لكن كيف حدث .. ما الذي جرحها .. هل يمكن ان ... هل يعقل نظرت لهن مجددا تتفحصهن بأصابعها كاد ياكل شفتيها ياله من متوحش .. ألهذا كانت أمها تنظر لها بإبتسامة غامضة .. نظرت لعلبة الالوان بتوتر .. تظن تيم اشتراها لزوجته المستقبلية .. فتحتها بهدوء اختارت إصبعا قانية اللون ووضعت منه ما يخفي آثار الجروح .. نظرت لوجهها برضا ثم وضعت المرآة 

.
.
.

هناك كان يقود بسرعة بلا هدف بلا وجهة صوتها لازال يتردد في أذنيه " طلقني بعد ٤ اشهر " قلبه يتألم يتمزق صف السيارة على جانب الطريق وضرب المقود بقوة وهو يصرخ قائلا : لاااااااا لا رنا أنت لي لي لن أتركك لن أتركك انت لييييييي حبيبتي يا الله رباه ارحمني واجعلها تسامحني 

قاد السيارة مجددا واتجه للبحر أوقفها وترجل وجلس على الشاطئ ينظر للأمواج ويستنشق رائحة البحر المنعشة ويفكر بكل ما مضى ويتذكر كم عانت حبيبته في الشهر المنصرم منذ تزوجته وتغيرت حياتها بل انقلبت كانت ببيت والدها أميرة فأصبحت ببيته خادمة .. عذبتها أمه وأهانتها بعدد دقائق وساعات ذلك الشهر كانت تنام بالمطبخ وسامر يساعدها .. ابتسم بألم وعيونه تلمع بالدموع وقال : إنها تثق بسامر أكثر منك تيم .. هي لن تسامحك لأنك ببساطة لا تستحق 

نام على الأرض ونظر للسماء يناجي ربه وترك لدموعه العنان 
......... ....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-